ملتقى مريم ابنت عمران عليها السلام


العودة   ملتقى مريم ابنت عمران عليها السلام > الدين > من الكتاب والسنة
التسجيل المجموعات

من الكتاب والسنة على منهج أهل السنة والجماعة، عقيدة التوحيد، السيرة النبوية والقرآن الكريم وتفسيره.

إضافة رد
 
مشاركات 0 القراء 5240 أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2021/11/30, 23:14
محب مريم ابنت عمران محب مريم ابنت عمران غير متواجد حاليًّا
المؤسس
 
انضم إلينا في: Apr 2020
المشاركات: 2,304
افتراضي أثر الطاعة ما أحلاه للقلب نور وللوجه ضياه الرزق واسع والبدن ما أقواه يحبه الناس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا تطفيء نور قلبك، ولا تذهب ضياء وجهك؛ فالمعاصي تورث ذُلَّك وتأرق أمنك.

القلب وعاء ينضح ما فيه، إن عُمِرَ بالله وتعطر بسنة نبيه فاض خيرا، وإن تركته خرابا تعشش فيه الآفات جلب شرا وفاح قبحا «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»،

فأثر صلاح القلب وفساده يظهر على صاحبه، وصفاء القلب وتقويته تكون بغرس الطاعات في ثراه. أثر الطاعة ما أحلاه! للقلب نور، وللوجه ضياه الرزق واسع، والبدن ما أقواه يحبه الناس، ويكفيه حب الله يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "إن للحسنة ضياءً في الوجه ونورًا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق".

فالحسنة تورث القلب نورا يضيء الوجه؛ فيفتح الله عليه بركاته؛ فيتسع رزقه يقول الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح:10-12].

ويقوى بدنه يقول الله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود:52].

ويضرب له بالقبول بين الخلائق عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل. فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحبّ فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثمّ يوضع له القبول في الأرض».

وكما للطاعة من آثار محمودة فإن للمعصية آثارا مذمومة: فلا تطفيء نور قلبك، ولا تذهب ضياء وجهك؛ فالمعاصي تورث ذُلَّك وتأرق أمنك. يقول ابن عباس رضي الله عنهما في المقابل: "وإن للسيئة سوادًا في الوجه وظلمة في القلب ووهنًا في البدن ونقصًا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق".

الذنب في حقيقته ظلمة في نفس صاحبه ـ ظلمة لا يشعر بها مع الزمن. هذه الظلمة تظهر على وجهه؛ فيصبح مبغضا عند من يحبهم الله عز وجل من الخلق, هذه الظلمة تبدو في تصرفاته، وتبدو في أفكاره، وتبدو في اقتراحاته؛ فلا يهتدي إلى الحق، ولا يجد إلى ما يرضي ربه سبيلاً. قال ابنُ مسعودٍ: "إني لأحسبُ الرجلَ ينسَى العلمَ كما يعلَمُه للخطيئةِ يعمَلُها".

وإن للمعاصي والذنوب أصولاً بينها بن القيم في "الفوائد": أن أصول المعاصي كلها صغارها وكبارها ثلاثة: الشرك, والغضب، والشهوة، وقد بين هذه الاصول في تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان:68], قال: ذكر الله تعالى نتيجة التعلق بغير الله ألا وهو الشرك, و ذكر الله نتيجة طاعة القوة الغضبية, ألا وهو القتل, وذكر الله عز وجل غاية طاعة القوة الشهوانية ألا وهو الزنا. وكثير من الناس قد يغفل عن أصول هذه المعاصي والذنوب، وأن لها فروعًا؛ فتعايش معها إلى أن ألفها، فما عاد يحس بهذه الذنوب فقلبه «أسود مربادًّا، كالكوز مجَخِّيا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه».

فتعلق قلبه بغير الله واستباح حرمة الدماء ونشر الفواحش؛ فيقع فيها ولا يشعر بشيء من وجل، أو قشعريرة بدن، أو دمعة عين؛ فباتوا {كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد من الآية:16] تلك القلوب التي غطاها الران؛ فباتت لا تحس بألم الذنب الذي هو والله أشد من ألم الجرح وذلك عند المؤمنين الطائعين {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:135].

يعلمون خطورة المعصية فيسارعون إلى التوبة والاستغفار يعلمون خطورة المعصية؛ فلا يصرون على فعلهم وإنما يعترفون بجرمهم ويتبرؤون من فعلهم.

المصدر اضغط هنا
 
التوقيع الافتراضي

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الملتقى مشاركات آخر مشاركة
يأتي على الناس زمان – الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة محب مريم ابنت عمران من الكتاب والسنة 0 2021/12/28 15:39
التفسير الميسر: سورة [الناس : 4-6] محب مريم ابنت عمران من الكتاب والسنة 0 2021/12/05 19:02
أعظم الناس شهادة عند رب العالمين محب مريم ابنت عمران من الكتاب والسنة 0 2021/09/04 03:14
قد يكشف الله تعالى لبعض الناس عن بعض الغيب محب مريم ابنت عمران الثقافة العامة 0 2020/12/28 01:21
خطورة لإضحاك الناس في الإسلام والسنة محب مريم ابنت عمران من الكتاب والسنة 0 2020/06/20 15:50


الساعة معتمدة في ملتقى مريم ابنت عمران عليها السلام بتوقيت مدينة مكة المكرمة الساعة الآن في مكة المكرمة 12:58


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
.Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc

الموقع - القرآن الكريم - المكتبة الصوتية للقرآن

المصحف - موسوعة القرآن الكريم