ملتقى مريم ابنت عمران عليها السلام


العودة   ملتقى مريم ابنت عمران عليها السلام > الدين > من الكتاب والسنة
التسجيل المجموعات

من الكتاب والسنة على منهج أهل السنة والجماعة، عقيدة التوحيد، السيرة النبوية والقرآن الكريم وتفسيره.

إضافة رد
 
مشاركات 1 القراء 19181 أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2020/10/03, 06:01
محب مريم ابنت عمران محب مريم ابنت عمران غير متواجد حاليًّا
المؤسس
 
انضم إلينا في: Apr 2020
المشاركات: 2,304
افتراضي حديث: كل أمتي معافى إلا المجاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه))؛ متفق عليه.

في هذا الحديث الشريف بشرى طيبة لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بأنها أمة المعافاة في الدنيا والآخرة، فالمعافاة في الدنيا بأن الله لن يهلكها بسنَة عام؛ كما خسف بالأمم السابقة، فقد ابتلى الله الأمم الغابرة بأصناف العذاب البالغة، وهذا العذاب على ضربين:
أولهما: عذاب الاستئصال، وهو الذي يودي بجميع الأمة، فﻼ يبقي منها ولا يذر؛ كما حصل مع قوم نوح عاد وثمود.

والثاني: هو ذلكم العذاب الشديد الذي يصيب الأمة ويزلزلها؛ كالطواعين والطوفان والكوارث من خسف ومسخ، وقد عذب الله به فرعون وبني إسرائيل، وهذا النوع من العذاب لا يؤدي إلى فناء الأمة المعذبة برمتها؛ قال - تعالى -: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].

وأما المعافاة في الآخرة فبعدم الخلود في النار، وفي الحديث التحذير من المجاهرة بالمعاصي،فالنفس متى ألِفت ظهور المعاصي زاد انهماكها فيها، ولم تبالِ باجتنابها؛ لذا حذر الشرع المطهر من مجاهرة الله بالمعصية، وبين الله - تعالى - أن ذلك من أسباب العقوبة والعذاب،فمن النصوص الدالة على ذلك قوله - تبارك وتعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، هذا الذم والوعيد فيمن يحب إشاعة الفواحش، فما بالك بمن يشيعها ويعلنها!

إن المجاهرة بالمعصية والتبجح بها بل والمفاخرة قد صارت سِمةً من سمات بعض الناس في هذا الزمن، يفاخرون بالمعاصي، ويُباهون بها، وينبغي للإنسان أن يتوب ويستتر، ولكن هؤلاء يجاهرون.

قال النووي - رحمه الله -: "يكره لمن ابتلي بمعصية أن يخبر غيره بها"؛ يعني: ولو شخصًا واحدًا، بل يقلع عنها ويندم، ويعزم ألا يعود، فإن أخبر بها شيخه الذي يُعلِّمه أو الذي يفتيه أو نحوه من صديق عاقل صاحب دين - مثلاً - يرجو بإخباره أن يعلمه مخرجًا منها، أو ما يسلم به من الوقوع في مثلها، أو يعرفه السبب الذي أوقعه فيها فهو حسن، وإنما يحرم الإجهار حيث لا مصلحة؛ لأن المفسدة حينئذ ستكون واقعة، فالكشف المذموم هو الذي يقع على وجه المجاهرة والاستهزاء، لا على وجه السؤال والاستفتاء؛ بدليل خبر من واقع امرأته في رمضان، فجاء فأخبر النبي لكي يُعلِّمه المخرج، ولم ينكر عليه النبي في إخباره، والمجاهرة بالمعاصي دليل على نزع الحياء من المرء الذي هو لُبُّ الدين وخلقه.

قال أبو حاتم البستي: "الحياء اسم يشتمل على مجانبة المكروه من الخصال، والحياء حياءان، أحدهما: استحياء العبد من الله - جل وعﻼ - عند الاهتمام بمباشرة ما خطر عليه، والثاني: استحياء من المخلوقين عند الدخول فيما يكرهون من القول والفعل.

قال ابن حبان: الواجب على العاقل لزوم الحياء؛ لأنه أصل العقل، وبذر الخير، وتركه أصل الجهل، وبذر الشر، والحياء يدل على العقل كما أن عدمه دالٌّ على الجهل، قال بعض السلف: من عمل في السر عملاً يستحيي منه في العﻼنية فليس لنفسه عنده قدر.

إن الحياء تمام الكرم، وموطن الرضا، وممهد الثناء، وموفر العقل، ومعظم القدر، ونزع الحياء يجعل المرء يألف المعصية ويستمرئها فتخرج المرأة متعطرة متبرجة، ويشرب الناس المنكرات عﻼنية، كما نراهم يدخنون في الأماكن والطرقات، وكذا يستمعون إلى الأغاني الصاخبة ويُسمعونها غيرهم، والله - تعالى - يستر على عبده ما لم يفضح العبد نفسه، والغفار من أسماء الله الحسنى هي ستره للذنوب، وعفوه عنها بفضله ورحمته، والله لا يفضح عبده إلا إذا انتهك حماه، ولم يخش عقابه، وقال ابن القيم - رحمه الله -: الذنوب جراحات، ورُبَّ جرح وقع في مقتل، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله، وأبعد القلوب عن الله القلب القاسي.

وقال الحارث المحاسبي - رحمه الله -: اعلم - يا أخي - أن الذنوب تورث الغفلة، والغفلة تورث القسوة، والقسوة تورث البُعد من الله، والبُعد من الله يورث النار، وإنما يتفكر في هذا الأحياء، وأما الأموات فإنهم قد أماتوا أنفسهم بحب الدنيا.

يروى أنهم أتوا إلى عمر - رضي الله عنه - برجل قد سرق، فقال هذا السارق: أستحلفك بالله أن تعفو عني فإنها أول مرة، فقال عمر - رضي الله عنه -: كذبت، ليست هي المرة الأولى، فقال له: أكنت تعلم الغيب؟ فقال عمر - رضي الله عنه-: لا، ولكني علمت أن الله لا يفضح عبده من أول مرة، والله أعلم.

المصدر: اضغط هنا
 
التوقيع الافتراضي

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2020/10/18, 02:29
القمر القمر غير متواجد حاليًّا
عضو وفقه الله
 
انضم إلينا في: May 2020
المشاركات: 53
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك ونفع بك.
 
التوقيع الافتراضي

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الملتقى مشاركات آخر مشاركة
هل تعلم أن هذا الرجل يخرج في آخر الزمان إلى المسيح الدجال هو أرفع أمتي درجة في الجنة محب مريم ابنت عمران من الكتاب والسنة 0 2022/01/22 01:11
صحة حديث: لعن الله من عمل عمل قوم لوط محب مريم ابنت عمران من الكتاب والسنة 0 2021/08/18 18:25
حديث: إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم محب مريم ابنت عمران من الكتاب والسنة 0 2021/05/28 01:19
المراد بكلمة ( ظل ) في حديث ( سبعة يظلهم الله في ظله ... الحديث ) محب مريم ابنت عمران من الكتاب والسنة 0 2020/08/16 10:02


الساعة معتمدة في ملتقى مريم ابنت عمران عليها السلام بتوقيت مدينة مكة المكرمة الساعة الآن في مكة المكرمة 18:57


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
.Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc

الموقع - القرآن الكريم - المكتبة الصوتية للقرآن

المصحف - موسوعة القرآن الكريم